يقول ابن جني في لسان العرب: قوله تعالى : "لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت" عبر عن الحسنة بكسبت وعن السيئة باكتسبت؛ لأن معنى كسب دون معنى اكتسب لما فيه من الزيادة وذلك لأن كسب الحسنة بالإضافة إلى اكتساب السيئة أمر يسير ومستصغر وذلك لقوله عز وجل: "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي إلا مثلها" أفلا ترى أن الحسنة تصغر بإضافتها إلى جزائها ضعف الواحدة إلى العشرة؟
ولما كان
جزاء السيئة إنما هو بمثلها لم تحتقر إلى الجزاء عنها فعلم بذلك قوة فعل السيئة
على فعل الحسنة؛ فإذا كان فعل السيئة ذاهبا بصاحبه إلى هذه الغاية المترامية عظم
قدرها وفخم لفظ العبارة عنها فقيل: "لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت"
فزيد في لفظ السيئة وانتقص من لفظ فعل الحسنة لما ذكرنا . وفي
الأساس : ومن المجاز : كسب خيرا واكتسب شرا . كسب
فلانا خيرا ومالا كأكسبه إياه والأول أعلى .
ومن المجاز أن نقول : فلان يكسب أهله خيرا . قال
أحمد بن يحيى : كل الناس يقول : كسبك فلان خيرًا إلا ابن الأعرابي فإنه قال: أكسبك
فلان خيرًا . وفي حديث خديجة : " إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم
".
وقال ابن الأثير : يقال كسبت مالًا وكسبت زيدًا مالًا
وأكسبت زيدًا مالًا أي: أعنته على كسبه أو جعلته يكسبه
0 التعليقات:
إرسال تعليق